الرد الحاد على شبهات الإلحاد: العدل الإلهي.

بسم الله الرحمن الرحيم ..

ابدأ اليوم طرح اول مقالة من عدة مقالات ستكون بعنوان ” الرد الحاد على شبهات الالحاد ” في كل مقالة سأستعرض شبهة من الشبهات الفكرية المؤدية للإلحاد.

العدل الالهي – مقدمة – .. 

 

لعل السبب الرئيس والمشترك بين كل من انكر وجود اله لهذا الكون هي عدم قدرتهم تفسير كيف يكون هذا الاله عادل وهنالك
اطفال يموتون بشكل متواصل من جراء الشرور المتجسدة في الطبيعة احيانا وفي الانسان نفسه احيانا اخرى، كيف يكون هنالك عدل في هذا الوجود إن كان هنالك ظلم ايضا، ولماذا هذا الاله العادل لا يتدخل؟.
الإشكالية في من اعتقد بهذا الاعتقاد انه في الحقيقة لا يستطيع ان يفهم الخطة الرئيسية لهذا الوجود ، نطرح السؤال الأول..
هل وجودنا في هذا الكون قائم على الفناء ام الخلود؟ بمعنى اوضح، هل وجودك اليوم كـ إنسان، مؤقت ام ابدي ؟ طبعاً وجود كل فرد منا على هذا الكوكب وهذا الكون هو وجود مؤقت يأتي من بعده وجودا ابدي، قد يتسائل البعض، لماذا؟ لماذا يجب علينا
ان نمر بوجود مؤقت كي نصل للوجود الابدي ؟
جواب هذا السؤال هو نفسه جواب لكل من لم يستطع تقبل فكرة وجود اله عادل ووجود شرور في هذا العالم ..
وجودنا المؤقت هذا، ضروري جدا لتحقيق ” العدل الإلهي ” هل تتصور من العدل ان يفلت مجرمين عبر التاريخ مثل هتلر بفعلتهم
قمة العدل الالهي ان لا يستوي من عمل خيرا بمن عمل شراً. لكن قد يتسائل البعض ايضا لماذا لا يجعل الله هذا الكون عادل ويمنع كل هذه الشرور التي نراها اليوم؟ ببساطة لإن العدل الوجودي في هذا الكون مستحيل التحقق حيث ان الكون كله قائم على قاعدة الفناء والهلاك ، والتي تساوي بين كل المخلوقات الحية، كل من عمل صالحا او لم يعمل سيموت، شئت ام ابيت ستموت مما يوضح لنا بما لا يدع مجالا للشك ان وجود الإنسان اليوم ليس وجود غاية وإنما وجود سبيل، وجود الإنسان ليس إلا وجوداً مؤقتاً.
.
 ومقارنة هذا الانسان بكل هذا الكون العظيم يثبت لنا ان وجود الانسان او  عدمه لا يسمن ولا يغني من جوع بالنسبة لكل الكون، مما يعني وجودك كإنسان لا يشكل اي فرق في هذا الكون العظيم الا لشخص واحد .. هو انت
الحياة لا تكون حياة إلا بالموت، فالموت هو محرك الحياة، هو السبب الذي يدفع الانسان لاتخاذ القرارات المصيرية
بدون الموت لن نجوع ، لن نحتاج للنوم ، لن نخاف ، تصرفاتنا البويولجية قائمة على صراع البقاء والفناء حتى على مستوى
الخلايا ، فـ هنالك خلايا مخلقة تؤدي عملا محددا ، وفي اي لحظة قد تتحول هذه الخلايا الى خلايا غير مخلقة ” خلايا سرطانية ” تبدأ بالتدمير وتنتهي الى الموت، حتى ان الخلايا جميعها تشترك بخاصية ” الاوتوسوم ” او موت الخلية المبرمج ، كل خلية لها موعد محدد، ان جاء ماتت على الفور ” من تلقاء نفسها “، هكذا تعمل كل المخلوقات الحية على قاعدة الفناء والهلاك.
اذا كيف من الممكن ان تخيل ان يكون هنالك عدل مطلق وابدي في كون قائم على مبدأ العدمية والفناء ؟ العدل وعد به الله
في الاخرة، لإن هنالك كون مختلف تماما لا يقوم على مبدأ الفناء والهلاك ، بل يقوم على مبدأ الوجود الابدي ، هنالك تلقى كل نفس ماعملت، ويلقى الاشرار شرهم ، ويلقى الاخيار خيرهم، وهنالك فقط يتحقق العدل الالهي والعدل الوجودي ، ليس هنا
قد يتذاكى البعض ويطرحوا السؤال التالي ” لماذا – سمح الله – ان يكون هنالك عالم قائم على مبدأ ان الجميع سيموت حتى
من عمل صالحا سيكون مصيره مثل من افسد في الارض ” واجابة هذا السؤال من كتاب الله مباشرة
” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ”
سورة الملك، اية ٢

– شر الطبيعة وشر الانسان وعدل الله –

 

شرور الانسان وافعاله هي باختياره تماما ، كل انسان اليوم يملك عالمه الخاص ، يملك عقله الخاص، كلن يرى هذا الوجود بطريقته الخاصة كلن بنى عالمه وفق اختياراته هو حتى لو اعتقد انها ليست اختياراته ، فالذي يتلقى الاوامر من احد وينفذها دون ان يكون له رأي ، في الحقيقة هو اختار هذا لنفسه بشكل او بأخر . ” كل انسان حر تماما ، حتى من اعتقد انه ليس كذلك ” ، لن يكون هنالك عدل اذا تساوى الجميع في المصير ، والموت في ظاهره يشير الى ان الجميع سواسية ، وهذا بالنسبة للإنسان قمة اللاعدل ، لذلك الايمان بالبعث هي من اساسيات فهم العدل الالهي، والكثير اليوم ينكرون البعث ، ويستغربون كيف من الممكن
ذلك ، لعلهم نسوا من خلقهم اول مرة ..
، :

وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)

طبيعة الوجود قائمة على الاضداد ( خير شر ، موجب سالب ، ذكر انثى … الخ )  اود التنبيه بإن الخير والشر هي معاني انسانية بحتة لا تقبلها الطبيعة المادية ، الخير والشر  ليسوا مشخصين  ( ليسوا ماديين ) وانما هم معاني انسانية بحتة ، فـ حين نتكلم عن شرور الطبيعة ، هي من تلقاء نفسها ليست شرور انما ” وجود ” لكنها بالنسبة لنا قد تكون شر او خير .. الامراض بالنسبة لنا كبشر فـ هي شر ، ولكن بالنسبة للوجود

فالامراض ” وجود” ليست خيرا وليست شرا ، فـ لذلك فـ نحن حينما نتحدث عن شر الطبيعة ، نعني الشر من منظور الانسان ،  هنالك الكثير من الاطفال  يولدون بتشوهات خلقية او امراض مزمنة واحيانا الاثنتين معاً ، هل هي شر؟  سأجيب من منظورين ، منظور الملحد ومنظور المؤمن ، سيقول الملحد ان هذا شر وان هذا دليل ان الله غير موجود ، وسيقول المؤمن ان ههذا ابتلاء وظرف مؤقت لإن وجود هذا الطفل ليس ابدي وفي النهاية سيموت وسيبعثه ربه على هيئة مختلفة تماما سليمة ولا يوجد بها عيوب .. المنهج الايماني هو منهج يكمل بعضه بعضا  ويعطي كل الاجابات المهمة ، إشكالية طرح الملحد لشبهات الامراض وشرور الطبيعة تكمن في انه ينسف حقائق ايمانية مثل البعث ثم يبني اسئلة مبنية من نتائج هدم ايمانية البعث والحساب ، الوجود اليوم وجود مؤقت وليس وجود ابدي ، ويتجه هذا الوجود الى نهاية حتمية ، بالتالي ما يهم الانسان فعلاً هو ما بعد هذا الوجود ” البعث والحساب ” اما خلود وفوز عظيم ، او خلود وحسرة عظيمة ، فـ بالتالي طرح ” شر الطبيعة ” على انه اثبات ان الله غير مموجود هو سطحية ، لان الكون قائم على المتضادات ، وهذا الكون مؤقت وليس هو المصير وومفهوم العدل لايكون على وجودممؤقت ، وانما على وجود ابدي

علم الله المسبق

 

يولد الانسان والله يعلم مسبقا بجميع الاختيارات التي سيختارها هذا الانسان، لكن اذا كان الله يعلم كل شيء لماذا يجب علينا
ان نولد ونموت ونحاسب مع ان الله يعلم تماما ماذا ستكون اختيارتنا.
في البداية علينا ان نُفرِّق بين قضاء الله وبين علم الله ، الله يعلم انك ستختار الخيار س مثلا، لكن من الذي اختار؟ انت الذي
اخترت وليس الله الذي اختار عنك، كيف من الممكن ان الله يعلم كل شيء عني ، سيجيب البعض لانه الله ، وسيطلب البعض اجابة اوضح ، كيف يعلم الله مسبقا كل شيء ؟ هنا يجب علينا ان نحاول فهم ” الزمن ” لانه هو المفتاح للاجابة على هذا
السؤال ، كان يعتقد في الفيزياء الكلاسيكية ان الزمان مطلق ، بمعنى ان الزمن ثابت في كل الكون ، وهذا ما ادحضته نسبية
اينشتاين حيث تنص بإن الزمن نسبي يختلف باختلاف السرعة ، ومن الممكن جدا لو كنت على كوكب اخر ان تكون ” السنة ” بالنسبة لساعتك ، هي 50 سنة لمن هم في الارض ، بمعنى اخر الزمن ماهو الا من مخلوقات الله والله فوق الزمن ولا تسري
عليه قوانين الزمان والمكان التي تسري على مخلوقاته .. اي ان الله تعالى متعالي على الزمان والمكان وبالتالي هو يعلم الماضي ويعلم الحاضر ويعلم المستقبل كله في نفس الوقت .. علم الله المسبق لا يعني انه اختار لك كل شيء وانت وجدت لتعيش ما اختاره لك .. ابدا ، بل يعني ان الله اوجد كل الاختيارات وانت من سيختار احدى هذه الخيارات ،
اذا لماذا لم يخلق الله اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار دون الخوض في الحياة الدنيا؟ الاجابة هي لإن الله عادل ولإن الله يريد ان تقام الحجة على الإنسان .. مثلا هنالك دكتور اقام اختبار نهائي لمادته ، هو يعلم مسبقا ان الطالب س ذكي جداِ
وسيتجاوز الاختبار .. ويعلم ان الطالب ص ليس ذكي بما يكفي ولن يتجاوز الاختبار ، هل العدل ان ينجح الطالب س ويرسب الطالب ص من دون اجراء الاختبار؟ اذا ما الهدف من الاختبار ؟ الهدف منه التمييز بين الناجح والراسب بناء على نفس المعايير ، والهدف الاخر ان يكون الاختبار حجة على من رسب ، لإنه اعطي الفرصة ولكنه لم يستغلها بشكل جيد ، هكذا بالضبط هي الحياة الحالية، عبارة عن اختبار .. يعلم الله مسبقا من سينجح به ومن سيفشل .. ولكن كان لابد من هذا الاختبار ان
يحدث ، لئلا يدعي من يفشل انه ظُلم .. وايضا ليستحق اهل الفوز فوزهم ، وفي النهاية اختم بقوله تعالى

( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

سور النحل، اية 118

ما موقفنا من خطة #رؤية_٢٠٣٠

اليوم الـ 25 من شهر ابريل ..
عام 2016 للميلاد ..

هذا اليوم بالنسبة لنا كـسعوديين من اهم الايام التي نتصور انها ستغير البلاد، مِنا من يظن للأفضل ومِنا من يظن للأسوء. ومِن هنا استذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

” تفائلوا بالخير تجدوه “.

اليوم هو اليوم الذي وافق فيه مجلس الوزراء السعودي على خطة ” رؤية_2030 ” والتي تعرض لنا (الصورة النهائية المأمولة والمدروسة ).
قبل ان ادخل في تفاصيل هذه الرؤية وتحليلي لها، اود ان نعود لاستذكار كتاب الله في مثل هكذا امور.. تميز القرأن بالحكمة والرحمة، فالقران   اوحيَ به لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للبشر، فالغاية مِن الإسلام هي نشر الايمان والسلام بين كافة البشر اجمع.

‎﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ﴾

( سورة النساء )

عندما نقرأ في كتب التاريخ عن ذروة الاسلام في العالم وفي كافة المجالات وسيطرة الحضارة الاسلامية على العلم والفكر والثقافة والسياسة فـ نحن نتكلم عن العصور الوسطى الذهبية، التي كانت فيها حضارتنا من منافذ العلم والثقافة وايضا مدرسة في السياسة والقوة العسكرية، في ذلك الزمان كانت كل هذه المنافذ حلقة واحدة شكلت لنا حضارة اسلامية قوية واثرت على مجرى التاريخ ( للافضل ).

اليوم في عصر ” التواصل الاجتماعي ” نعيش مرحلة غريبة في الحياة ، مرحلة تجعلنا نعتقد اننا بإمكاننا ان نكون كل شيء واي شيء، الجميع اليوم يتخذ متجه فكري معين بسبب عدم قناعاته الفكرية والسياسية مع الحاكم ، والسبب هو بكل بساطة ان الان سهولة تكوين شريحة من المجتمع تتفق معك على اشياء انت بنفسك لست مقتنع فيها ، لنكون حضارة يُضرب بها المثل ، حضارة نفتخر بإنتمائنا لها يجب علينا جميعا ان نوحد الهدف وإن اختلفنا بالطرق نترك امرها لاولي الامر مِنا، كما اوصانا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم، قبل ان تكمل القراءة اطلب مِنك عزيزي القارىء ان تتجرد من اي نوع من انواع التحزب وان تكون حيادي قدر الإمكان..

– التحول الوطني –

مايعنينا نحن كمواطين في هذه الرؤية هي خطة التحول الوطني التي ستطول حياتنا الاجتماعية، والتي ستغير نمط الحياة كامل في ظل هذا التحول، لكن ماهو اتجاه هذا التحول؟ هل سيكون للافضل او الاسوء؟ ، ببساطة سأقوم بربط وتحليل لتصاريح ومقابلات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خصوصا في الجانب الاجتماعي منها.

اولا يجب علينا تحديد “مبادىء” هذه الرؤية وإلى ماذا تطمح.
الهدف الاساسي عدم الاعتماد على النفط بشكل رئيسي في الاقتصاد السعودي. لماذا؟ لان النفط حسب منظور الامير عبارة عن فرصة ” استثمارية ” واننا اليوم ” مدمنين ” على هذا النفط ونعامله بقداسة كأنه سبب شأننا ، وذهابه يعني انعدام شأننا، قدّر الله لنا ان نملك فرصة عظيمة جدا للارتقاء في الارض ” بإسم الله ” وواجبنا ان “نستغل” هذه الفرصة العظيمة ” النفط ” لنحقق منافع الارض ومنافع المسلمين جميعاً. مِن منطلق هذا المبدأ انا اتفق جملةً وتفصيلاً ( حتى لو كان اتفاقي او عدمه لا يسمن ولا يغني من جوع ).

اكد الامير ايضا ان كل هذه الرحلة ونواتجها لن تخرج عن ” قيمنا ” وهذا المبدأ الذي سيعزز تفاؤلي بهذه الرؤية، المشروع الجذري الذي لا يمثل نفسه سيكون ” مقلد ضعيف “، نستلهم من تجارب الدول الاخرى اسباب نجاحهم لكن لا ننسخها بل نتطور بطريقتنا نحن بالطريقة الاسلامية العربية السعودية.

وفيما يتعلق بالهدف من هذا كله فـ حسب كلام الامير تقوية السوق السعودي في السوق العالمية وتنويع مصادر الدخل من التعدين كمثال ، الذي لم يستغل بالطريقة السليمة، وحسب كلام الامير ان مانسبته ٦٪‏ من اليورانيوم في الارض موجود في السعودية! ووصفه بـ ” نفط اخر “.

السؤال الذي يُطرح حاليا كيف ستكون الالية التنفيذية في سبيل تحقيق الرؤية؟ واصبح هذا السؤال المسبب الرئيسي لحرب طاحنة في تويتر بين تيارين كلاهما يعتقد انه ” الفاهم ” الوحيد على الكرة الارضية.

الاجابة عن هذا السؤال تكاد تكون اوضح واسهل اجابة للمطلعين عن كثب، الكل يعلم ان الوضع الاجتماعي سيتغير جذريا لكن إلى اين؟ سأعلق على ثلاث نقاط رئيسية والتي هي محور الحديث الساخن في تويتر.

(1). تنظيم عمل الهيئة

احدث قرار تنظيم عمل الهيئة ردة فعل قوية رافضة لهذا القرار ، والذي يدهشني ان “الاغلبية” من الرافضين لهذا القرار لا يبنوا كلامهم من منطلق عقلي واقعي ديني، بل يتعاملون كأنهم في حالة حرب مع التيار الاخر وهذه القضية كانت جولة ” خسروها ” ولن يخسروا الجولة التالية.
اود اذكر اخواني ” المحتسبين ” الذين اشتبهت عليهم الامور ونسوا او تناسوا قوله تعالى:”

‎يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) سورة الحجرات

كيف يكون العمل الذي يقوم على ” طلب اثبات الهوية والقفز على الخصوصيات ، والتصرف بالاستنتاجات المبنية على الشكوك ” ليس خلاف نص كتاب الله الكريم، الم يأمرنا الله باجتناب الظن وان لا اتجسس على المسلمين؟ كيف يكون عمل الهيئة -قبل التنظيم- ( المراقبة – تحديد ماهو معروف وماهو منكر ونشر ثقافة الدعوة بالإرغام ) ان لا يكون مخالف لما وصلنا من نبي الله صلى الله عليه وسلم؟.

قرار التنظيم رحمة لهذه “الشعيرة” الامر بالمعروف والنهي المنكر التي هي اساس الحياة ، الذي يطول كل جوانبها ولا يختزل فقط بـ ( إرغام ) المجتمع على ماتظنه معروفاً وانكار ماتظنه منكرا. ( حتى وان كان ينص كتاب الله صريحاً بإن لا تفعل ما انت تفعله او تطالب به اليوم ).

بإختصار مضمون هذا التنظيم، يكون عمل الهيئة على الدعوة لله تعالى ( بالرفق واللين ) بدون سلطة تنفيذية التي ستذهب للجهات المختصة ( الامن ) رجال الهيئة سيعملون على الدعوة بالرفق واللين وسيكون بصحبتهم رجال الامن في حال صدر عن شخص تصرف ( لا اخلاقي ) سيتم التعامل معه من قِبل الامن. هذه قمة النظامية ومن افضل صور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا اعلم لماذا هذا الصراخ والاعتراض على هذا القرار.

(2). قيادة المرأة للسيارة.

كما ذكر الامير ان قضية قيادة المرأة للسيارة هي قضية اجتماعية وليست قضية دينية. وهذا لا يختلف عليه إلا من تداخلت في رأسه الافكار المشوشة، استقبل الشيخ الالباني رحمه الله هذا السؤال، واجاب بعفوية تبين كيف هي سماحة الدين وسهولته :” ان كانت المرأة مسموح لها ان تركب الحمارة ، فمالمشكلة ان تقود السيارة؟ “، وايضا يجب ان لا ننسى ان ” قيادة المرأة للسيارة ” هي “حق” لها، بمعنى ان انعدام وجود الحق يُعد ظلماً، ومِن ناحية دينية ايضا هنالك قاعدة فقهية تنص:” لا إنكار على إختلاف “.
اود ان اطرح هذا السؤال البسيط: ” ما الافضل ان نكون مجتمع اخلاقي يلتزم باخلاقيات الاسلام وتستطيع المرأة ان تقود سيارتها، او نكون مجتمع همجي لذلك لا تقود المرأة سيارتها ” بالطبع من في رأسه مثقال ذرة مِن عقل سيختار الاولى، ولكن سيطرح هذا التساؤل ” لكن مجتمعنا لا يلتزم باخلاقيات الاسلام ” هذا ليس بالضرورة الصحيح، قد يكون المجتمع لا يلتزم بالاخلاقيات التي تعتقد انت انها اخلاقيات إسلام ، فـ بطبيعتنا البشرية ومع حكم القانون سنتمتع باخلاقيات الاسلام ومن يختار دون ذلك سيردعه القانون. واخلاقيات الاسلام تلك التي تكون منزهة من التعصب السياسي والفكري والتي بسببها اليوم يوجد اكثر من مليار مسلم على الكرة الارضية، ليست ماتدعون اليه اليوم.
وكما ذكر الامير انه ينتظر اللحظة المناسبة للسماح للمرأة بقيادة السيارة ، فالحديث ” ان كانت المرأة ستقود ام لا ” مضيعة للوقت.

(3). الثقافة والفن في رؤية_2030.

النهضة الاقتصادية لن تتم ان لم يكن هنالك نهضة اجتماعية، والنهضة الاجتماعية لن تتم ان لم يكن هناك نهضة ثقافية وفنية، لماذا؟ لان الثقافة والفن هما اللذان يعكسان هوية الانسان، والانسان بلا هوية لن يكون ذا منفعة اجتماعية و اقتصادية، مواضيع مثل السماح بدور السينمائية واعادة احياء المهرجنات الفنية تكاد تكون في حكم المنتهية نظراً لمشروع الرؤية الذي يهدف لاستقطاب السياحة وتحسين حياة الترفيه في المملكة.

نحن اليوم امام مشروع كبير ومحاولة جريئة من امير لم يصل لمكانه بسهولة، لكن للاسف نحن ايضا نشهد تصارعات وكأن مصلحة الوطن لا تهم مايهم هو ان ينتصر قراري، اجدادنا بدأو الحضارة الاسلامية واحفادهم انهوها، لا تنتهي الحضارات الا بالصراعات مهما كانت اسبابها، احيانا نتناسى الهدف الاسمى فقط مِن اجل إثبات صحة النظر ، نصيحتي لمن تطرف بدينه : إرجع لكتاب الله وتأكد كيف ان ماتدعو اليه او تنهي عنه ليس له وجود ..
ونصيحتي لمن رأى الغرب كالمثال الاسمى الذي يحتذى به :

خلقنا الله شعوب وقبائل .. ولكل هذه الشعوب والقبائل طريقتها الخاصة وهويتها الخاصة، ليس من حقك تجريدنا من هويتنا فقط لنكون نسخة مقلدة!.

ابدي إعجابي بهذه الرؤية وادعو الله ان تتم بشكل يرضي الله ويرضي دينه ويرضي خلقه

.. ومِن شاب سعودي إلى شاب سعودي..
شكرًا محمد بن سلمان.

واشكركم على وقتكم.

الصورة الكاملة: الفلسفة المنطقية

في الحياة لا يوجد شيء اكيد بنسبة 100٪ مثل قد يتفق عليه البعض وقد يختلفوا عليه ، لكنه في الحقيقة واقع ، لايوجد شيء نسبة صحته تصل إلى 100٪ لو ابتعدنا عن المسلمات ، هذه مقولة فلسفية تختصر لنا فكرة ان الكمال غير موجود في عالمنا ، لا يوجد شيء كامل ابدا ، وفي الواقع ايضا هذه المقولة يتفق عليها الجانب العلمي ايضا ولعل هذه المقولة من الاشياء القليلة التي يتفق عليها الجانب العلمي الحسي التطبيقي والجانب الفلسفي المعنوي ، العلم هو افضل ماوصل له الإنسان الحديث وربما افضل ماسيصل إليه على الاطلاق ، حينما تستخدم قطع كبيرة من الحديد للطيران ” الطائرة ” او للسير في الشوارع ” السيارة ” او حتى لنقل صور واحداث من الجزء الاخر من الارض ” التلفاز ” ستتفق تماما ان العلم هو اعظم ماحققه الانسان ، العلم باختصار مفتاح لجميع الاقفال ، رغم عظمة العلم ومكانته وتأثيره الكبير فينا إلا انه في الوقع لا يصل لـ 100٪ في اي من تجاربه ، داخل المعمل لا توجد تجربة علمية واحدة حصلت على نسبة دقة 100٪ اطلاقا ، اقصى درجة دقة وصلت لها التجارب العلمية في المعمل هي 99.999999٪ وهي تجربة تنافر الشحنات المتشابهة وتجاذب المختلفة ، هذه التجربة العلمية ترسل لنا رسالة فلسفية ، لا يوجد شيء كامل ابدا ، لكن بالطبع توجد اشياء قريبة من الكمال.

نحن بطبيعتنا إتكاليين نريد تحقيق وتنفيذ الأشياء بإريح صورة ممكنة ، لا نبذل اي جهد بالبحث وبالسؤال وبالتجربة ، نحن نبدع بتسليم عقولنا دون استخدامها فـلا يوجد اسهل من تسليم عقلك والعيش تحت قواعد غيرك ، فـبذل المجهود لصنع قواعدك الخاصة وحياتك الخاصة تحت قوانينك الخاصة يستغرق جهدا كبيرا ، ونحن بالطبع نفضل الخيار الاكثر أريحية حتى ولو بدون قصد ، حينما أقول ” تسليم العقل ” ليس بالضرورة معناه اطفاء العقل بالكامل لا ، بل اطفاء جزء المنطقية منه ، غض النظر وغض التفكير عن اكثر الاشياء الغير منطقية والاندراج تحت امرة وافكار وقوانين ” فكر ” المنطقية هو العدو الاول له ، وفي الحقيقة أي شيء يختلف ولا يتفق مع جزء المنطق في العقل هو وبكل جزم وتأكيد : خاطىء ، قد يقول البعض ان المنطقية أمر نسبي يختلف من شخص إلى اخر ، لكني لا أتفق مع ذلك ، المنطق في أي شيء إما ان يكون واضح فلا يختلف عليه اثنان أو يكون مثل غبرة على كتابة في جدار ، يحتاج فقط لإزالة الغبار ليصبح واضح للجميع ، المنطق بكل اختصار هو طريق الخلاص للإنسان هو طريقه لعيش الحياة كما يجب ان تُعاش هو طريقه للتمييز بين الخطأ والصواب دون الرجوع لمرجع محدد.

لا يجب علينا ان ننسب المنطق لإحد هو جزء موجود في ” كل ” إنسان البعض يطفأه والبعض الاخر يستخدمه هو ابدا ليس اختراع وليس شيء يجب اكتشافه وتعلم طريقة التعامل معه ، هو موجود تماما مثل وجود القلب مثل وجود الكلية وغيرها ، لكن الفرق الوحيد عن هذه الاشياء هو ان المنطق تملك الخيار باستخدامه او رفضه ، بمعنى اخر الله اوجد بك هذه الصفة ليدع لك الخيار بصنع حياتك كما تريد او فقط ان تنجرف مع التيار وتختار تسليم حياتك على ان تصنعها ، حينما نتناقل حديث ومقولات شخص مثل ارسطو رغم مرور اكثر من 20 قرن على وجوده فهذا إن دل فهو يدل على عظمته ، وغيره من الفلاسفة اللذين رسخوا اقوالهم وافكارهم على جدار التاريخ للأبد ، يتسائل المرء احيانا كيف تمكنوا من فعل كل هذا؟ كيف لازلنا نناقش افكارهم وهم قد رحلوا منذ الاف السنين ، كيف؟ هم بكل بساطة اختاروا ان يبنوا حياتهم بإنفسهم ، ان تبني فكرك الخاص وان تفعل ماتعتقد انه صحيح رغم اختلاف جميع البشر عليك ربما يكون جنون او يندرج تحت مقولة ” خالف تعرف ” لكن الحقيقة هي انها اظهار لعظمة وفكر الإنسان الذي خلقه الله ، لا يوجد شيء يفعله الإنسان اعظم من اظهار عظمة الله في خلقه ، لكنه يبدو كـخيار متعب لأغلب البشر.

ماهو المنطق؟ المنطق وبكل اختصار هو رفض أن 2+2=5 ، لإن 2+2=4 ، المنطق هو رفض ماهو يختلف مع العقل وما يختلف مع التجربة حتى ولو اتفقوا عليها جميع الكائنات الحية ، الحياة ستكون اسهل ستكون افضل ستكون في ابهى صورها لو قبل الموافقة على أي شي طرحه على الجزء المنطقي في العقل ، تشغيل المنطقية في العقل معناه إيقاف التبعية بشكل نهائي والإعتماد الكامل علي ابهى نعم الله علي الإنسان .. العقل ، مقياس قوة عقل الإنسان اليوم هي وظيفته شهادته رصيده في الحساب البنكي ، اصبح مقياس قوة العقل اشياء صنعها العقل نفسه ! المبادىء طريقة التفكير هي المقياس الحقيقي للإنسان وهي كانت سبب رسخ اسامي كـ ارسطو وافلاطون في عقولنا حتى اليوم وربما إلى الابد !.

اليوم وللأسف نعيش في مجتمع التبعية فيه تشكل اكثر من 90٪ نعيش في مجتمع يمشي فيه شخص ويجري خلفه المئات بل الألوف وأحيانا الملايين ! على الرغم ان كل مايحتاجه الشخص لمعرفة صحة فكر هذا القائد من عدمه هو فقط استخدام الجزء المنطقي في عقلك ! أليس من اجل ذلك خلقه الله لك؟ نحن نحتاج عملية تنظيف للفساد وللغباء وللتخلف وللإرهاب في مجتمعنا اليوم ، ماذا نحتاج لهذه العملية؟ فقط بعضا من المنطقية! اغلبنا لا يعلم ان سبب انهيار الحضارة الإسلامية هو عكس سبب نهوض الحضارة الاوروبية ، حينما كانت المدرسة الإسلامية هي الرائدة في العالم وكانت تملك عددا لا يعد ولا يحصى من العلماء الكبار ومن الفلاسفة ومن اشخاص غيروا مجرى التاريخ بدون سيف وبدون دماء فقط بعضا من الكلمات واحترام للعقل الإنساني انتج لنا مجتمع متكامل حينها متوازن واخرج لنا افضل فترة عاشها المسلمين والعرب ، حتى امر السلطان حينها بعد مئات السنين من الرفاهية والعمار والعلم بمنع كتب الفلسفة والرياضيات والسبب هو انه لا نحتاج العلم فنحن نملك القران ، حرقت الكتب ودمرت المكاتب ، بعد هذه ” النكبة ” والارهاب الفكري تغذت اوروبا بفكر ابن رشد ونهضت به اليوم نحن ” اتباع ” لهم نستخدم تقنيتهم بنشر ارهابنا وتخلفنا نستخدهم اسلحتهم لقتل بعضنا البعض نستخدم اجهزتهم الصوتية للعنهم والدعاء عليهم ، باختصار نحن نحاول جاهدا بأقوى الطرق الممكنة لإظهار تخلفنا والمحافظة عليه ، ونتجاهل حقيقة ان سبب نهوضهم هو علمنا وفلسفتنا التي انتهت بالارهاب الفكري.

ماذا سيحدث لو استرجعنا او حاولنا استرجاع ماكنا عليه؟ ماذا سيحدث لو تعلم السني كيف يعيش مع الشيعي والشيعي كيف يعيش مع السني عوضا عن قتل بعضهم البعض ؟ ماذا سيحدث لو اعترفنا بتخلفنا وتراجعنا واخذنا من الغرب ماينفعنا ويساعدنا وبنينا عليه؟ ماذا سيحدث لو خرجت في الشارع والقيت السلام على شخص يختلف معك بكل افكارك لكنه يرد السلام عليك لإنه يحترمك ؟ ماذا سيحدث لو تحدث مجنون وامر الشعب بالموت ووقفنا جميعا صفا بصف يدا بيد وقلنا لا ؟ ماذا سيحدث لو تركنا التبعية واستخدم كل شخص فكره الخاص بما ينفعه ؟ ماذا سيحدث لو انتهى الإرهاب الفكري واصبحت حرية الرأي هي السائدة؟ هي خيالات لكنها ليست مستحيلة ، فقط نحتاج الشجاعة بالاعتراف بإننا متراجعين ونحتاج أن نقرأ عن تاريخنا الذهبي وعن نهضة اوروبا ، وقبل كل شيء نحتاج لأيجاد طريقة للعيش مع بعضنا البعض نحتاج طريقة لأيقاف الكره بيننا وكرهنا للغرب ايضا ، نحتاج ان نحذف كل التاريخ العربي الاسلامي واستكماله من النقطة التي امر بها السلطان بمنع الفلسفة والرياضيات ، نحتاج ان نفكر بمنطقية.

المنطقية يجب ان تكون مرجع الشخص الأول لتحديد الصواب والخطأ ، لماذا؟ المنطقية هو الشيء الصحيح المتفق عليه الوحيد ، مثلما ذكرت من صور المنطقية هي العبارة الرياضية 2+2=4 لو خرج شخص وقال الإجابة 5 ماذا ستقول عنه؟ ببساطة انه مجنون ، اذا اصبح المرجع متفق عليه فـهو بالضبط مايحتاجه الإنسان هو مرجع ” عقلي ” متفق عليه لو قرر كل شخص استخدام المنطقية بفحص الاحداث والاراء عوضا عن التبعية سينهض المجتمع من جديد وسيكتب التاريخ ان من هذا اليوم عادوا العرب من جديد.

تذكر دائما ان كل مايفصلك عن اتخاذ القرار الصحيح او الفكر الصحيح هو فقط بعضا من الوقت مع نفسك وطرح ماتملكه على المنطقية في عقلك و وحينها تأكد تماما بإنك اتخذت القرار السليم ، دعونا نضع كرهنا لبعضنا وحقدنا وحسدنا وتصرفاتنا الغبية في وضعية الانتظار فنحن اليوم في مفترق طرق إما النهضة من جديد او التخلف إلى الابد ، الله اعطانا فرصة باللحاق بالشعوب عبر الاموال والنفط هو ربما فرصتنا الاخيرة ، اعيدوا كتابة التاريخ ولا تكسلوا.

شكرا على وقتكم

اللامنطق

ولقد  خلقنا  الانسان في  احسن  تقويم ، اية قرانية  يرددها الكثير  لكن  بلا تمعن  وبلا تفكير .. لقد  خلقنا الله  باحسن تقويم لقد  خلقنا  الله  بنظام  معقد  ودقيق  ومتناسق  بشكل  اعجازي ، الله  ابدع  في  خلقنا  الله خلقنا  بطريقة  لم نفهمها  ولن  نفهمها ، لكننا اليوم في وضع يسمح لنا بمعرفة  كيف  الله خلقنا باحسن  تقويم ، لماذا نحن  نختلف  عن باقي المخلوقات؟  ماهو الشيء  المميز  الذي  خلقه  الله  بنا.

لعل  افضل  اجابة  لهذا  السؤال  هو الوعي  والمنطق ، الوعي  هو الشيء  الذي  لا نعرف  مصدره ، نحن  نعرف  ان مصدر  النظر  هو  العين نعرف  ان  مصدر  التنفس  الرئة  نعرف  ان مصدر النطق  هو  اللسان  ، لكن  ماهو  مصدر الوعي؟  من  اين  يأتينا  الوعي ؟  لا نعلم ، الشيء  نفسه  بالنسبة  للمنطق  نحن  نعرف  انه موجود  في  الدماغ  لكن  لا نعرف  كيف  وجد  فينا المنطق  ماهي  الية المنطق  التي يتحرك  بها ، نحن  نعرف  مراحل  تكون   الجنين   وماذا  يحدث به  في  كل  شهر  مالذي  يتغير  في  الجنين ، لكن  لا نعرف  كيف  يأتي  المنطق .. لعل  افضل  اجابة  لالية المنطق  والية الوعي  هم  فقط  انهم موجودين  فحسب ، كيف؟ لا اعلم .. لكنهم  موجودين.

حينما  يخلق  الله  المنطق  في  الانسان  فإن اي شي من  اوامره ستكون  بحدود المنطق  وكما قال ابن رشد من الصعب ان  يشرع الله  اشياء تخالف  المنطق الذي  خلقه ، هذه  بالنسبة لي  القاعدة الذهبية  في  الحياة ، نحن اليوم  نعيش في فترة  زمنية  يوجد  بها  الكثير  من  الاحداث  التي  قد تكتب  في المستقبل  في  كتاب  بعنوان ” احداث مروعة  في التاريخ البشري ”  ولا عجب  ان اغلب  هذه الاحداث الكبيرة  مغطاه بغطاء  الدين ، فهو بالفعل  الطريقة الوحيدة  التي تستطيع  ان تحول  ابشع الافعال  إلى افعال  خير ، كل  ماعليك فعله  هو  إلباسها  غطاء  الدين  فهو  الحل  الامثل وربما  الوحيد ، ستجد  اليوم الاحواز  يقتلون  بشكل  يومي  من الحكومة الايرانية  في  عملية  تصفية  لمنطقة  الاحواز العربية  ولكن  لا احد  يعترض  عليهم  او ربما  فقط  القليل  ! لماذا؟  لإن الحكومة  الايرانية ببساطة  غطتها  باللباس الديني ، نحن  نقتلهم  لإنهم  سنة  ويعتبرون  تهديد  لنا ، وفي  ظل  الكره  الرهيب  بين  الشيعة  و السنة  فإنك  بالطبع  لن  تستغرب اذا  الشعب ايد عمليات  القتل  هذه  على  الرغم  من انها  ظالمة وبلا  سبب ، لكنها  لبست الغطاء  الديني ، ستجد ايضا في  الجانب  الاخر من  القصة  عمليات قطع  للرؤوس  تطبق على  البشر  كالبهائم  من قبل  داعش  ونسبة كبيرة  تجد ان  هذا امر  جيد  وليس  سيء  رغم  وحشيته ، كيف؟  لإن  داعش  تقتل  الشيعة  الذين  هم مصدر  تهديد على السنة  وبالتالي  نسبة  ليست  بالقليلة  موافقة  على  هذه  الافعال  رغم  انها من  ابشع مما يمكن.

الدين من المفترض انه يكون  رحمة على  البشر وهو  كذلك ، الدين  يكون  في حدود المنطق  فإذا تجاوز  حد المنطق فالدين  يعتبر  مصدر تهديد  وخطر  على  البشرية ، في  دولة  اسرائيل  خير  مثال  دولة  قائمة  على  الشر  قائمة  على القتل  وقائمة  على  دماء الابرياء  وايضا  قائمة  على  اساس  ديني ، ليست  من المصادفة ان  اسرائيل  تقتل  وتقتل وتقتل  ومع  ذلك تجد  نسبة مؤيدين  كبيرة  من  داخلها  وحتى  من  خارجها ، ويبقى  السؤال  كيف؟ لإن  عمليات  القتل هذه  وسفك  الدماء  مغطاه  بغطاء ديني ، لإنهم  يعتقدون  انهم  خير الامة  وان  الباقيين  يعدون  مصدر تهديد  لها ، وبالتالي  لن  تجد  اعتراض  من  يهودي  على  اسرائيل  الا من  رحم  ربي.

قبل  عدة  قرون  وفي  كتابه  ربما الاشهر  سياسيا  في  التاريخ  قال  ميكافيلي في  كتاب الأمير ان الدين  هو  افضل وسيلة  للسيطرة  على الشعب ، افعل  اقتل اسرق  والبس  افعالك لباس  الدين ستجد ان الاغلبية  مؤيدين ، لماذا؟  لإن هذا الفعل ” ديني ” وليس  لك اي حق في الاعتراض عليه  فحينما تعترض  عليه  ستتهم  بإنك  ملحد  بإنك  لاديني وستصبح  عملية  تصفيتك  سهلة ، لذلك انت  في الاساس امام  خيارين  إما الموت او التأييد ، لن  تستطيع  تغيير شيء حتى  يأتي اليوم الذي  يصبح  فيه النقاش  في الدين ليس  حكرا  لجماعة  معينة  فقط.

يقتل  اليهودي  المسلم لانه  مسلم ، يقتل  الشيعي السني  لانه  سني ، يقتل السني الشيعي لانه  شيعي ، لكن لا احد يتفكر انه  قبل  ان  تكون مسلم او يهودي  او نصراني فـ انت ” إنسان ” حينما تقتل  نصراني لم  يؤذيك  فإنك  قتلت إنسان قبل ان  تقتل  نصراني ، لكن  لا احد يفكر ، لانه  غير  مسموح لنا  بالتفكير ليس  بسبب  حكوماتنا  بل  بسبب مجتمعنا ، لن  تستطيع  ان تفكر  وان تبني  في فكرك  الخاص لإنك  لو اعترضت  على شيخ  لا سمح  الله فـ انت  هنا صاحب افكار  إالحادية دجال كافر ليبرالي شيوعي كاره للإسلام والمسلمين ، رغم ان ذنبك  ببساطة  هو التفكير لا اكثر ولا اقل.

اليوم  نحن  نعيش  في عالم الحاسب الالي او بمعنى اخر نعيش  في  عالم ” العقل الصناعي ” نحن صنعنا عقل ، تدخل  اليه  المعلومات  وهو  ينفذ لانه  يفتقر  للوعي  الذي  خلقه  الله  بنا ، فقط  ادخل اوامر ك وسينفذها لك ، لن  يفكر لانه  لا يملك  جزء المنطقية  فهو عقل  صناعي ، لن يرفض  لإنه  لا يملك الوعي  للرفض ، انه  فقط  عقل  صناعي .. ولكن الحاسب الالي ليس الوحيد الي يعد كـ عقل صناعي  ينفذ ول ا يرفض لا يفكر  شغلته الوحيدة  هي السمع والطاعة .. للأسف  اصبحت هذه  صفة رئيسية في افرا د مجتمعنا  اليوم ، إذا قال الشيخ  الفلاني  كلام  فإنه  يتحول  لحاسب الي  لن  يرفض ولن  يفكر  حتى  ولو  ماقاله  هذا الشيخ  يخالف  المنطقية  بنسبة 100٪ كـ شيخ  يدعي شاب  لتفجير نفسه  في  اوساط  المسلمين.

لقد  وصلنا  لمرحلة لا تطاق  لمرحلة يستغني  فيها الانسان  عن  افضل  نعم  ربه يستغني  عن  عقله ، حينما  يتخلى الإنسان  عن  مايميزه  عن تفكيره  الخاص ، حينما  يقرر  الإنسان  إعطاء  حياته  وإعطاء  عقله  لشخص  اخر ، لماذا؟ ببساطة  بسبب  استغلال الدين  لأهداف سياسية  او  شخصية ، الدين  هو بين  العبد وربه  كفاكم تنديس  له ، نريد العيش  بسلام  نريد العيش  تحت تعاليم  الدين  الاصلية ليست المحرفة  منكم ، لقد هرمنا .

لا وقت للكراهية

في عام 2014 من الميلاد بعد مرور الاف السنين على الانسان ، الاف السنين حتى وصلنا للوقت والزمن الذي نعيش به الان ، تغيرنا تطورنا اختلفنا عن السابقين او علـى الاقل نحن نعتقد ذلك لكننا في الحقيقة لازلنا نملك نفس التفكير الاساسي رغم التطور الذي حصل لنا منذ حين ، في السابق كان يفرق بين بني البشر بناء على الوانهم على اعراقهم على عائلاتهم ، اليوم وتحديدا في وطننا العربي عامة والسعودي خاصة نحن لازلنا نستخدم اسلوب التفرقة هذا مع زيادة بسيطة: الفكر.

احيانا لو رأينا الصورة كاملة من منظور محايد سنجتمع برأي واحد ان الحياة اقصر من ان نكره بعضنا او نخاف من بعضنا ، الحياة قصيرة فـ لماذا نعيشها بالتفرقة والكره وتمني الشر للرأي المخالف؟ والسؤال الاكبر لماذا نستمر بالعيش وفق اعراف وعادات انتهى عليها الزمن ، لماذا لا نصنع قوانينا وتقاليدنا بإنفسنا؟ لماذا يجب ان نكون إمعات؟ 

 الزمن ، يالها من كلمة قد تبدو للبعض انها شيء بسيط انظر فقط لساعتك وحينها ستعرف ماهو الزمن ، لكنه ليس بهذه البساطة في الحقيقة لا اتذكر اي عالم سبق وذكر تعريف شامل للزمن .. نحن لا نعرف ماهو الزمن ، الشيء الغريب هو ان الزمن اساس عالمنا هذا بلا زمن لن يكون هنالك شيء تخيل حياة بلا وقت لا يوجد وقت يمضي كل شيء في وضعية الوقوف؟ لن تكون هنالك حياة لن يكون هنالك مجال للتطور لن يكون هنالك مجال للتنفس ! .. نحن اليوم نعيش فترتنا هذه ونتصارع على من هو الصح ومن هو الغلط لكن لو افترضنا ان هنالك حياة على كوكب ما خارج المجموعة الشمسية فنحن بالنسبة لهم لن نكون موجودين ، على الارجح بالنسبة لهم لازال وقت الديناصورات موجود او حتى قبل بداية اي نوع من الحياة على الارض ، الزمن نسبي الزمن هنا يختلف عن الزمن في كوكب اخر ، كيف تقرأ هذا الكلام دون ان تتعجب؟ هذا ماهو الا اثبات بإن بالفعل .. الحياة اقصر من اي شيء سلبي. 

نحن اليوم في وطننا العربي نعيش تخلف الغرب في القرون الوسطى ، نعيش نفس المعاناة لنفس الاسباب لكننا نرفض ان نستطلع كيف حلوا تلك المشاكل وكيف نهضوا ! والسبب ببساطة لإننا نعتقد اننا على الطريق السليم ، تستيقظ من نومك بسبب صوت منبه صنعوه هم تحت هواء مكيف صنعوه هم لتركب سيارتك التي صنعوها لتذهب لعملك وتستخدم كل انواع التطور الذي وصلوا له هم ، نحن اشبه بالعينة ، فقط نجرب لا نبتكر ، والمصيبة اننا نعتقد ان لا داعي لذلك ، اغلبنا على علم بإن منذ وقت ليس بالبعيد ان الغرب كانوا يعيشون العنصرية بإبهى صورها يعيشون التخلف بإبهى صوره لكن اليوم اختلف كل هذا وهم الان سواء اعجبك ام لم يعجبك .. يديرون العالم ، يديروننا نحن. 

دائما يتحدث الناس عن الحظ ويستخدمونه على أنه شماعة في اغلب الامور ، لكني اقول بإن الحظ يأتي على مقدار العمل ، اعمل بجد واصنع حظك بنفسك ، لكن اليوم القلائل الذين يؤمنون بإن  الغرب متقدم بكل شيء يستخدمون شماعة اكثر غباء وهي ان الله جل جلاله يعطيهم من خيرات الدنيا لكي يطغوا ، وهذا يقودنا للسؤال الاكبر لماذا الان؟ لماذا نتباهى بعصورنا الذهبية وكيف كنا قادة العالم وبنفس الوقت نقول ان الله يعطيهم لكي يبغضهم .. المسألة ليست بالصعبة ، إعمل تحصل بغض النظر عن دينك او فكرك ، مبادىء الحياة سهلة لكن نحن نحب الدراما. 

كـ مواطن سعودي انا اصنف بكوني غير محظوظ ، وانت ايضا تصنف بكونك غير محظوظ ليس بسبب الحكومة وليس بسبب حرارة الجو وليس بأي سبب مادي ، بل بسببنا نحن ، نحن نتفنن بكيفية تحويل الصح إلى خطأ والخطأ إلي صح ، نحن نتفنن بمحاربة النجاح وبتبرير الفشل ، هذا واقع مجتمعنا اليوم سواء اعترفت ام لا ! نحن المسؤلين عن التخلف والجهل الذي نعيش به اليوم. 

من اعـظم واكبر مشاكلنا التي انا اؤمن تماما لو تخلصنا منها سنتقدم للإمام كـ الصاروخ ! الا وهي التفرقة الفكرية ، دائما نحب الاستنتاجات من خلال الافكار تستنتج فكر الشخص من خلال طرحه اذا اصبح متوافق مع مذهبك الفكري فـ يا اهلا وسهلا بالحبيب ! واذا اختلف عنك تماما فـ لعنتك الله عليك ايها الليبرالي  ( او ) يا مطوع يا متخلف ! اليوم لا احد ينتقد الموضوع الكل ينتقد فكر الشخص العام ( الذي استنتجه هو بنفسه دون تأكد ) ، لا اعلم لماذا الشخص يجب ان يكون ضمن نطاق فكري معين ، يجب ان اكون إما ليبرالي او صحوي ، لا تستطيع ابدا صنع فكرك الخاص قد تعتقد لوهلة بإنك مخير بأي فكر تريده لكنك في الحقيقة مسير ، لن تستطيع الخروج من هذان الفكريين ، إذا ناديت للحرية فأنت ليبرالي وإذا ناديت بالالتزام التام فأنت صحوي ، لا اعلم مالمانع بمحاول جمع محاسن التياريين وصنع فكرك الخاص ؟ وايضا لا اعلم لماذا الكره بين هذين التياريين ؟ قبل يومين نادى البراك الذي هو محسوب علينا ” دكتور ” بشكل غير مباشر بـ ( قطف ) رأسي ابا الخيل والحمود ، والذين هم على مايبدو من التيار الليبرالي ، واليوم تسجيل مفبرك يظهر لمحمد الشنار الذي هو من الواضح بإنه صحوي ، يبقى السؤال الاكبر لماذا؟ لما كل هذا؟ لماذا تضيعون   وقتكم بكره بعضكم؟ المضحك المبكي ايضا ان لا احد يكلف على نفسه اقل شيء بمحاولة فكر الاخر ولا محاولة الاخذ بخيره وترك شره، لإنه ببساطة هذه تعتبر هزيمة بالنسبة لهم ، وهم جميعهم يعتقدون انهم صح بنسبة 100٪. 

بالطبع نحن اليوم نعيش بعالم تقريبا يتقدم بالقيم الليبرالية التي نكاد لا نعرفها نهائيا فقط نحن مبرمجين حينما نسمع هذه الكلمة نبدأ بالسب والشتم والتكفير حتى لو كان حامليها من نفس جنسنا ومن نفس عرقنا ومن نفس دمائنا ومن نفس وطننا ! المساواة والحرية والعدل هي قيم انسانية لا احب تسميتها بالليبرالية بعد كل التلطيخ والجهل عنها ، احب ان اسميها بالقيم الانسانية ، القيم التي ستكون اساس اي عالم ناجح .. وهي بالفعل كذلك ، الحاكم العادل الذي يطبق قيم المساواة والعدل والحرية لو وجد اليوم سنسميه بالحاكم الليبرالي ، لكنه بالحقيقة مجرد حاكم .. حاكم عادل ، الليبرالية لا وجود لها ، حرية الانسان والعدل والمساواة لن تحتوى بكلمة واحدة بل ستبقى كما عرفها السابقون وكما سيعرفها اللاحقون ، هي قيم واساس الانسانية

اي فكر انتمي له؟ انتمي لفكري الخاص لقيمي الخاصة التي صنعتها لنفسي لتتوافق مع عقلي ومع مبادئي ومع المنطق ، لن اسمح لشخص بإن يحدد طريقة عيشي لحياتي الخاصة ، لن اسمح بإن اضيع وقتي بسبب افكار شخص اخر وبسبب كلام شخص اخر ، نحن نتقدم اليوم وهذا امر مبشر لكن التطور والنقلة النوعية من الجهل الى العلم من الفشل الى النجاح لن يتم ونحن نكره بعضنا لن يتم ونحن نتمنى الموت للاخرين ، لن يتم ونحن نكره ونشتم من يخالفونا بالدين بالمذهب بالفكر ، لنتعلم كيف نعيش مع بعضنا البعض ، كيف نحب بعضنا البعض كيف نستمتع بحياتنا كيف نجرب حلاوة الحياة بدون كره وبدون حقد ، كيف نأتي لهذا العالم ثم نترك بصمتنا الإجابية ثم نرحل .. نرحل بسلام.